في قلب العاصمة السعودية الرياض يُشيد مشروع طموح وأيقوني: حديقة الملك سلمان، التي تُعدّ وجهة بارزة لتعزيز الإنتاجية، والإبداع، والابتكار للأجيال القادمة. صُمِّمت لتكون الرئة الخضراء للمدينة، ووجهة مفعمة بالحياة والألوان، تحتضن الفنون والثقافة والرياضة والترفيه، وتربط بين الإنسان والطبيعة في توازن حضري متكامل.
تندرج الحديقة ضمن مشاريع السعودية الكبرى التي تسعى إلى رفع جودة الحياة في المدن وتعزيز الاستدامة، كجزء من رؤية مستقبلية لتحويل المدن السعودية إلى أماكن أكثر خضرة وجاذبية.
الموقع والربط الحضري
يقام المشروع على أرض كانت تُعرف سابقًا بقاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، وتم اختيار الموقع لكونه في موقع استراتيجي يربط بين عدة طرق رئيسة في المدينة. يُخطَّط أن تكون الحديقة متصلة بشبكة النقل العام من قطارات وحافلات، ما يسهل الوصول إليها من مختلف أرجاء العاصمة.
يمتد المشروع على أكثر من 16 كيلومترًا مربعًا، ممّا يضعه من بين أكبر الحدائق الحضرية في العالم عند اكتماله. كما تُخطَّط أن تمرّ خلاله أنفاق وشبكات مرورية منظمة لتسهيل الحركة داخل المدينة دون التأثير على التجربة الطبيعية للحديقة.
الأهداف والرؤية الاستراتيجية
المشروع ليس مجرد حديقة بل مبادرة استراتيجية تهدف إلى:
- تحسين جودة الحياة عبر توفير مساحات خضراء كبيرة ومتنفس طبيعي يقلل التلوث ويخفف من حرارة البيئة الحضرية.
- تعزيز الهوية الثقافية بوضع الفنون والثقافة في قلب الحديقة، لتكون منصة للتبادل الثقافي والإبداعي.
- التنمية المستدامة من خلال اعتماد تصاميم صديقة للبيئة، واستخدام نباتات محلية متنوعة، وتعزيز التنوع البيولوجي.
- جذب الاستثمار وتطوير الحضرية عبر تخصيص مساحات عقارية وتجارية تديرها شراكات بين القطاعين العام والخاص.
المكوّنات والمشاريع الفرعية
لتجسيد هذه الرؤية، تشمل المكوّنات الفرعية:
- المجمع الملكي للفنون، الذي يضم متاحف ومعارض ومراكز ثقافية ومكتبات وساحات فنية.
- مركز الزوار (باحة الزوار)، ليكون بمثابة نقطة البداية للتعرف على الحديقة من خلال معارض تفاعلية ومعلومات بيئية.
- المرافق الرياضية والترفيهية، وتضم ملاعب رياضية متنوعة، ومسارات للمشي والجري وركوب الدراجات، بالإضافة إلى ملعب جولف ومركز للفروسية.
- المناظر الطبيعية والعناصر البيئية المتمثلة في حدائق متنوعة، عناصر مائية، وتصاميم مستوحاة من طبيعة الوادي وتكوينات صخرية توفر الظلال والعناصر الطبيعية المتناسقة.
المخطط أن تُخصص جزئية كبيرة من المساحة الإجمالية للمساحات الخضراء، مع مسارات داخلية للمشي بطول عدة كيلومترات، وتصاميم تمنح التوازن بين البنى التحتية والعناصر الطبيعية.
الأرقام والإحصائيات
إليك أبرز الأرقام التي تعبّر عن حجم المشروع:
- المساحة الكلية تفوق 16 كيلومتر مربع
- المساحة المخصصة للمساحات الخضراء تقدر بنحو 11 كيلومتر مربع
- وحدات سكنية مخطَّط لها تبلغ حوالي 15,000 وحدة
- عدد الغرف الفندقية يصل إلى نحو 2,225 غرفة
- هناك حوالي 6 متاحف ومراكز ثقافية متوقعة
- أكثر من 20 ملعبًا رياضيًا ضمن المخطط
- الحديقة ستكون في مدى 30 دقيقة بالسيارة لنحو 75٪ من سكان الرياض
- تُخصَّص مساحات كبيرة للتجزئة (حوالي 250 كيلومتر مربع) ومساحات للمكاتب (حوالي 390 كيلومتر مربع)
- من المتوقع أن تغطي البنى التحتية تكاليف ضخمة جداً، وتُقدّر كجزء من تكلفة شاملة للمشروع التي قد تتجاوز مليارات الريالات
النظرة المستقبلية
عندما يُستكمل المشروع، من المتوقع أن تتحوّل الرياض بشكل جذري، إذ ستصبح مدينة أكثر خضرة، أكثر تنوعًا ثقافيًا وفنيًا، وأكثر جاذبية للعيش والاستثمار. الحديقة لن تكون مجرد معلم بل مصنعًا للتجارب الحضرية، تجمع بين الإنسان والطبيعة والثقافة في تصميم متكامل.
نجاح هذا المشروع يعتمد على التخطيط السليم، وإدارة الموارد، والتعاون الفعّال بين الجهات المختلفة، والالتزام بالجودة والمواعيد. إذا تم تنفيذه بنجاح، سيكون رمزًا نابضًا بالحياة في العاصمة السعودية، مدلولًا على رؤية طموحة ترتقي بالمملكة إلى منصة للإبداع والنهضة.