تخيّل أن تبدأ رحلتك اليومية من محطة مترو تحمل عملًا فنيًا، وتعبر جسرًا مضاءً كتحفة معمارية، وتصل إلى وجهتك عبر ممرات تروي قصة مدينة نابضة. هذه هي “الرياض آرت”: مبادرة تجعل كل حركة داخل العاصمة أكثر إلهامًا، وتربط الفن بالبنية التحتية لتجربة تنقّل ذكية وإنسانية.
ما هي “الرياض آرت”؟
الرياض آرت هي مبادرة فنية حضرية تسعى إلى دمج الفنون في النسيج العمراني للمدينة، بحيث تتخلل الشوارع، المحطات، الجسور، المتنزهات، حتى الممرّات والمداخل الرئيسة، لتكون المدينة بأكملها معرضًا فنيًّا مفتوحًا. تشرف عليها الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالتعاون مع الجهات الثقافية والفنية، وهي واحدة من المشاريع الكبرى التي أُطلقَت لتحسين نوعية الحياة في العاصمة. تُخطّط المبادرة إلى تنفيذ أكثر من 1,000 قطعة فنية ومنشأة فنية موزعة في كافة أرجاء العاصمة، من الأحياء السكنية إلى الوجهات السياحية. إلى جانب التمثيلات الفنية الثابتة، تُنظَّم سنويًا مهرجانان ضخمان لجذب الجمهور المحلي والدولي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الفنون والمجتمع. كما يُنفَّذ برنامج مجتمعي متكامل من ورش العمل، تفعيل المواهب المحلية، وتمكين التعبير الفني في الأحياء السكنية.
العلاقة بين الفن والتنقل: الرياض آرت كمُحفّز للتجربة الحضرية
من منظور موقع متخصص في السيارات والتنقل، فإن الرياض آرت ليست مشروعًا فنيًّا فحسب — بل هي عامل مؤثر في: تحسين تجربة التنقل داخل المدينة عبر دمج الفن في محطات المترو والحافلات، لتصبح رحلة التنقل اليومية أكثر جاذبية وإلهامًا. هناك خطط لضم الأعمال الفنية في كافة محطات المترو لجعل المحطات ليست أماكن انتظار جامدة، بل مساحات تفاعلية تزيد من شعور المواطن بالانتماء إلى هوية المدينة الفنية. إعادة الربط بين البُنى التحتية والفن عبر برنامج “الفن في الحركة” الذي يدمج الأعمال الفنية في الجسور والمداخل وتقاطعات المرور، لتصبح التنقلات اليومية جولات بصرية تشكّل هوية مرورية جديدة. بوابات الترحيب عند المداخل الرئيسة تُحوّل الطرق إلى معالم أمامية ترحب بالزوار وتعطي انطباعًا فنيًا منذ بداية الدخول إلى المدينة. استثمار المساحات العامة المشاعة عند تحويل الميادين والجسور وممرات المشاة إلى نقاط فنية، مما يُشجّع الناس على الانتقال سيرًا أو عبر الدراجة ويقلل الاعتماد على السيارات. وجود الفن في الشوارع يوفّر جاذبية تجعل الشارع ليس وسيلة انتقال فحسب بل وجهة بحدّ ذاته. جذب الزوار ودعم الاقتصاد الثقافي من خلال المهرجانات الفنية الضخمة التي تجذب الزوار من خارج المدينة وتنشط التنقل البيني بين المدن وتكوّن طلبًا على وسائل النقل العام وخدمات السيارات. كذلك، تحويل بعض مواقف السيارات أو المناطق المحيطة بها إلى نقاط فنية يضيف قيمة إضافية ويجعلها فضاءات جذب.
المشاريع الفرعية والمكوّنات الفنية في الرياض آرت
ترتكز المبادرة على عدد من المشاريع الفرعية التي تغطي جوانب فنية متعددة في المدينة: مختبر الفن الحضري منصة للتفاعل بين الفنانين والمجتمع وتنسيق المعارض والفعاليات الميدانية. حدائق البهجة تحويل المتنزهات إلى أماكن فنية بها تصميمات تفاعلية وعناصر بصرية مرحة. جواهر الرياض قطع فنية دائمة موزعة في مواقع استراتيجية تعكس الهوية الثقافية للمدينة. بوابات الترحيب معالم فنية ضخمة عند مداخل المدينة ترحب بالزوار. الفن في الحركة دمج الفن في البنى التحتية الحركية كالطرق والجسور والتقاطعات، بحيث تتكامل الحركة مع الإبداع الفني. إضافة إلى ذلك، هناك مبادرات مثل الجسور المضاءة فنيًا ومسارات فنية على الأودية، تزيد من الأثر البصري والتجربة الحضرية في فترات الليل أو عند التنقل بين القطاعات الحضرية.
الأرقام والتأثيرات المسجّلة
منذ انطلاقة المبادرة، استقطبت الرياض آرت ملايين الزوار، وأصبحت نقطة جذب ثقافي في العاصمة. مئات الفنانين المحليين والدوليين شاركوا في تنفيذ المشاريع الفنية المختلفة، ما يعكس تنوعًا ثقافيًا وثريًا. تم خلق فرص عمل عديدة في المجالات الفنية والخدمية المرتبطة بالمبادرة، تساهم في تنمية الاقتصاد الثقافي في المدينة. المبادرة تُرى كرافد إضافي في جذب الاستثمارات وإحياء المشهد الحضري، وتعزيز تفاعل المواطنين والمقيمين مع المدينة.
مدينة تتنقّل وتُعبّر
مبادرة الرياض آرت تضع التنقل والفن في قلب التجربة الحضرية، لتُحوّل الطرق والمواصلات من مجرد وسائل انتقال إلى فضاءات ثقافية تُعبّر عن هوية المدينة. من وجهة نظر موقع متخصص في السيارات والتنقل، تحمل هذه المبادرة رسالة مهمة: أنه بالإمكان جعل السيارة جزءًا من التجربة، والمشي أو ركوب الدراجة مسارات فنية، والمناطق الحضرية أكثر إنسانية وجاذبية.